محمود إبراهيم يكتب: العلاقة بين المظهر والنجاح

مظهرك في بيئة العمل يعكس الكثير عن شخصيتك.. بدايةً من ثقتك بنفسك وصولًا إلى مستوى طموحاتك وتطلعاتك.. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها مهما حاول البعض رسم صورة مهترئة لرواد الاعمال الأنجح بالعالم، استشهادًا بقميص مارك زوكربيرغ الذي يظهر به دائمًا أو بقميص ستيف جوبز الذي لا يقوم بتغييره.

ويحاول متبنُّوا هذا التوجه إقناع العالم بأن الناجحين لا يملكون الوقت الكافي للاهتمام بمظرهم، مبررين بذلك قصورهم في هذه الناحية !إلا أن هذه النظرية لا يملك رفاهية تجربتها إلا الأغنياء الذين يقومون بتوظيف اصحاب المظاهر المهندمة ليكونوا واجهة لشركاتهم.
أما أنت كموظف محتمل أو رائد أعمال صغير بأحلام كبيرة لا تملك رفاهية تجربة تلك النظرية.

وتأكيدًا لما سبق، فقد أجرت مؤسسة "بيت" الرائدة في حلول الموارد البشرية والتوظيف، دراسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على مدى تأثير مظهر المتقدم للعمل على قرار اختياره او استبعاده، ، لتكون نتيجة الدراسة متوقعة وغير صادمة على الإطلاق.
فقد أقر 74.4% من أصحاب قرار التوظيف، محل الدراسة، أن مظهر المتقدم للوظيفة يؤثر بلا شك على قرار اختياره من عدمه.
وأوضح 27.5% منهم أن حسن ارتداء الملابس في مقابلة العمل يظهر مدى إهتمام المُتقدم بالوظيفة.
فيما قال 24.8% منهم أن المظهر الجيد للمتقدم يترك انطباعًا إيجابيًا عن شخصيته.
فيما أكد 60.2% من أصحاب قرار التوظيف محل الدراسة، أنه على المتقدم للوظيفة أن يظهر بمظهر مهندم ونظيف وصحي.
وعند سؤال أصحاب قرار التوظيف من مديرين واخصائيي موارد بشرية عن مدى اهتمامهم بمظهرهم، أفاد 75.8% منهم باستثمارهم الوقت والمجهود للإبقاء على جودة مظهرهم.
فيما أوضح 48.5% منهم استثمارهم جزء ليس بالقليل من مرتباتهم في المحافظة على مظهر جيد.

وعلى المستوى الشخصي أستطيع تأكيد ما سبق من خلال خبرتي في اختيار موظفين مناسبين، مشيرًا إلى أن جودة اختيار المرشح للوظيفة لساعته وحذائه وعطره أحد أهم المقاييس على مدى اهتمامه بمظره.

وحتى خلال التعامل مع شركاء أعمال من موردين وشركاء استراتيجيين فإن مظاهرهم تأثر جزئيًا على قرار اختياري لهم أو البحث عن مرشحين أخرين. 

والمقصود بالمظهر هو ارتداء الملابس النظيفة الملائمة للمناسبة مع الاهتمام بالنظافة الشخصية وهندمة الشعر واستخدام العطور واللغة الجسدية الصحيحة. وليس المقصود شكل ملامح الوجه أو الجسم لأن هذه الأمور تخضع للأذواق المختلفة.