تخطي للذهاب إلى المحتوى
ِ

دراسة حالة.. كيف حوّلنا صناعة الأرقام إلى قصة وطنية ملهمة؟ حملة "سي ال ايه" في اليوم الوطني السعودي 95

مقدمة

في عالم التسويق، هناك صناعات يُنظر إليها باعتبارها "جامدة" أو بعيدة عن الإبداع. ومن أبرز هذه الصناعات: المحاسبة والمراجعة والخدمات المالية.

عادةً ما تعتمد شركات هذا القطاع على أدوات تسويقية تقليدية مثل المناقصات، العلاقات الحكومية، ورعاية المؤتمرات. نادرًا ما يُخصص أي ميزانية لحملة إبداعية أو حملة عاطفية تستهدف الجمهور مباشرة.

لكن في موسم اليوم الوطني السعودي 95، كان أمامنا فرصة لإثبات أن حتى أكثر القطاعات مهنية يمكنها أن تروي قصة ملهمة. ومن هنا بدأت حملة CLA Saudi Arabia.

التحديات

قبل أن نصوغ الحل، كان علينا مواجهة 3 تحديات رئيسية:

  1. الجمهور المستهدف صعب التأثر:
    مدراء القطاعات المالية والمحاسبية في الشركات والجهات الحكومية. أشخاص يعيشون يوميًا وسط تقارير، أرقام، وميزانيات، بعيدًا عن اللغة العاطفية.
  2. ميزانية محدودة جدًا:
    لم يكن لدى الشركة سابقة لتخصيص ميزانية لحملة إبداعية. وبالتالي، كانت الموارد المالية المتاحة للحملة تكاد لا تكفي لمشروع تقليدي، فما بالك بحملة عاطفية تنافس في موسم ضخم مثل اليوم الوطني.
  3. قيود الصناعة:
    القوانين واللوائح المهنية، إلى جانب الأعراف السائدة، جعلت مساحة الإبداع محدودة جدًا. أي فكرة كان يجب أن تمر عبر إطار تشريعي صارم.

الشرارة الأولى: إعادة تعريف رأس المال

جلست مع كوب من قهوة V60، وبدأت أطرح على نفسي الأسئلة:

  • كيف يمكن التأثير في جمهور لا يتأثر إلا بالأرقام ورؤوس الأموال؟
  • كيف يمكن صناعة حملة ملهمة في موسم يتزاحم بالحملات الوطنية العاطفية؟

ثم جاءت الفكرة.

إذا كان الجمهور يتحدث عن رأس المال والأرقام، فلماذا لا نعيد تعريف مفهوم "رأس المال"؟

رأس المال الحقيقي للسعوديين

لم يكن المال ولا الأصول.

الرأسمال الحقيقي للشعب السعودي هو الطبع. الأصالة. الشهامة. الكرم. التكاتف.

هذه هي القيم التي صنعت عز الوطن.

ومن هنا وجدنا صدى واضحًا مع شعار اليوم الوطني السعودي 95: "عزنا بطبعنا".

الفكرة الإبداعية: أبو سعد وابنه

الحملة جاءت في صورة قصة قصيرة ومؤثرة:

حوار بين شخصية "أبو سعد" – رمز للأصالة السعودية – وابنه، حيث يلاحظ الأب انشغال ابنه بالمال، فيعيد تذكيره بأن مصدر العز والفخر لم يكن يومًا المال، بل الطبع الأصيل المتوارث عبر الأجيال.

بهذا المشهد البسيط والعميق، تحوّلت شركة عالمية في مجال الأرقام إلى شركة تتحدث بلغة القيم الوطنية.


النتائج

  • ارتباط عاطفي مع جمهور صعب: الحملة نجحت في لمس قلوب مدراء ماليين ومحاسبين، رغم طبيعتهم العملية البحتة.
  • انسجام كامل مع هوية اليوم الوطني: الرسالة انسجمت مع شعار "عزنا بطبعنا"، ما عزز حضور CLA Saudi Arabia في المشهد الوطني.
  • تغيير صورة الصناعة: الحملة أثبتت أن حتى الصناعات الأكثر مهنية وجمودًا يمكنها أن تستخدم التسويق الإبداعي لبناء علاقات أعمق مع جمهورها.
  • كما تم تسليط الضوء على الحملة في صفحة أخبار السعودية باعتبارها مثالًا ملهمًا على الإبداع في اليوم الوطني 95.

الدروس المستفادة

من خلال هذه التجربة، تعلمنا أن:

  • الإبداع لا يحتاج ميزانيات ضخمة. أحيانًا تكون القيود هي التي تفتح الباب لفكرة مختلفة.
  • كل صناعة لديها مساحة للقصص. حتى لو كانت صناعة "الأرقام"، يمكن للقيم الإنسانية أن تفتح بابًا للتواصل.
  • اليوم الوطني فرصة للشركات العالمية والمحلية لتعزيز هويتها وربطها بالقيم الأصيلة للمجتمع السعودي.

الخاتمة

لقد نجحت هذه الحملة في خلق ارتباط إنساني مع جمهور غير عاطفي بطبيعته، وأثبتت أن حتى الصناعات الأكثر مهنية وجمودًا يمكن أن تروي قصة ملهمة إذا بحثت عن جوهر الإنسان.

وبالنسبة لنا، لم تكن هذه مجرد حملة دعائية… بل كانت درسًا عميقًا: أن الإبداع لا يحتاج دائمًا إلى ميزانية ضخمة أو مساحات مفتوحة، بل يحتاج إلى رؤية مختلفة، وقدرة على إعادة تعريف رأس المال الحقيقي.


إذا كنت تبحث عن شريك تسويقي قادر على تحويل التحديات إلى فرص، وصناعة قصص ملهمة حتى في أكثر الصناعات تقليدية، فنحن هنا لنساعدك.

📩 تواصل معنا اليوم ودعنا نصنع معًا حملتك القادمة.


 

Mahmoud Ibrahim 21 سبتمبر 2025
شارك هذا المنشور
علامات التصنيف
أرشفة
ِ
Case Study: Turning Crisis into Opportunity — How We Managed Shawarmer’s PR Challenge